بسم الله الرحمن الرحيم
العلامة المجاهد الشيخ هادي الخالصي في خطبة الجمعة في مدرسة الإمام الخالصي :ـ
ان حق الامام الحسين (عليه السلام) ومحبته هو العمل بطاعته لان طاعته هي طاعة علي(عليه السلام) وطاعة علي هي طاعة رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم) وطاعة رسول هي طاعة الله عز وجل ، فهل نحن على هذا السبيل . أن من يوالي الحسين(عليه السلام) يدعو الى استقلال البلاد وطرد المحتلين واقامة حكم الله في الارض ، ومن يوالى المحتلين فهو على نهج يزيد شاء أم أبى .
قال سماحة العلامة المجاهد الشيخ هادي الخالصي في خطبة الجمعة المباركة بالمدرسة الزهراء في جامعة مدينة العلم للإمام الخالصي الكبير (قدس) في الكاظمية المقدسة بتاريخ 15 صفر 1429هـ الموافق22 شباط 2008م .
· نحن الآن في ذكرى أربعينية الإمام الحسين(عليه السلام) ومن المحزن والمؤلم جداً ان من يدّعي الولاء والمحبة للحسين(عليه السلام) لا يعرف مقامه ومنزلته وهدفه ورسالته ، الحسين(عليه السلام) سبط رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم) الأمين على دين الله ، قال فيه رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم) ((أحب الله من أحب حسينا)) فالله تبارك وتعالى لا يحب من لا يحب الإمام الحسين(عليه السلام) فكيف بمن انتهك حرمته وقاتله ولكن ادعاء المحبة لأهل البيت(عليهم السلام) لا تكفي وحدها لكي يبلغ الانسان مراده ونجاته اذاً فلا بدَّ الاتباع ومن العمل ، نحن نخاطب الامام الحسين(عليه السلام) في الزيارة الكريمة ((ومن أتاك عارفاً بحقك)) فما هو حق الامام الحسين(عليه السلام) ؟ ان حق الامام الحسين ومحبته هو العمل بطاعته لان طاعته هي طاعة علي(عليه السلام) وطاعة علي هي طاعة رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم) وطاعة رسول هي طاعة الله عز وجل ، فهل نحن على هذا السبيل فعلينا ان نعرف ان الحسين (عليه السلام) جاء لهدايتنا ولهداية البشرية كلهم جميعاً من هنا نعرف اي جريمة يرتكبها من يقول ان الحسين(عليه السلام) استشهد لكي ينقذ العاصين من اشياعه ومن نار جهنم ( يعني ان الحسين ضحى بأهله وعياله وهم حرم رسول (صلى الله عليه واله وسلم) لينقذ العاصين من النار) هذه فكرة خاطئة وهي فكرة المخلِّص المسيحية التي تقول ان عيسى بن مريم(عليه السلام) صُلب لينقذ النصارى من نار جهنم فتسربت الينا هذه الفكرة بكل اخطائها وانحرافاتها . من هنا يجب علينا ان نفرّق بين العالم وبين بعض الوعاظ ، فالواعظ يدعو الناس الى البكاء والى اللطم وأثارة العواطف من دون ان يعطي اية فكرة عن ثورة الامام الحسين(عليه السلام) ومنهجه بينما العالم يدعو الى معرفة الحسين وثورته ومنهجه ، هذا هو الفرق بين الاثنين .
·
في كل زمان ومكان يوجد(حسين) ويوجد(يزيد) ولا شك أن من يوالي الحسين(عليه السلام) يدعو الى استقلال البلاد وطرد المحتلين واقامة حكم الله في الارض ، ومن يوالى المحتلين فهو على نهج يزيد شاء أم أبى . فالحسين (عليه السلام) مبدأ ومدرسة ومنهج وليس ادعاءاً فالثبات على نهجه هو الاتباع الحقيقي له ومن يكون مع الاحتلال يكون مع يزيد . اذاً لا يمكن للأنسان ان يكون حسينيّاً ويزيدياً في آن واحد .
· الظلم في الاسلام أمر قبيح ومردود فقد ورد في الحديث (الظالم ومن يعينه ومن يقبل بظلمه في الأثم سواء) هذا امر وحكم شرعي لتجفيف منابع الظلم وقطع موارده . فمن يعاون يزيد العصر القابع وراء البحار يُحشر كما في الحديث الشريف في سرداق من نار . انظروا الى جريمة من يعاون الظالمين ويُطيل أمد بقائهم وتسلطهم على رقاب العباد .
· ان أكبر من يضل الناس اليوم هم المتزيّون بزي الدين لأن العامة ترى فيهم انهم يمثلون الاسلام ويمثلون رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم) والائمة(عليهم السلام) فعلينا ان ننبه الأمة الى هذا . فالمنهج الآصيل لأهل البيت هو تربية اتباعهم وتوعيتهم لكي يكونوا على قدر المسؤولية . فأنتم علماء ما دمتم تطلبون العلم لأن العلم نهج الله ونهج رسوله .
· يريد الاحتلال ان يعقد اتفاقية بعيدة الأمد مع مَنْ يعقد هذه الاتفاقية !! يعقدها مع نفسه ومع المتعاونين معه من مرتزقه وأذنابه. التفاوض فن كبير في السياسية الدولية ، اليوم يتفاوض من هو ند مع نده في الطرف الآخر . لا يمكن لطرف ان يأتي بدولارات وطيارات ودبابات والطرف الآخر لا يملك شيئاً . هذا ليس تفاوض هذا إملاء واستعباد واذلال .
· لقد وقف الائمة (عليهم السلام) موقفاً صلباً لا هوادة فيه مع المنحرفين والمغالين فقد جاء احد اصحاب الأمام الصادق(عليه السلام) الى الامام وقال له : (( ان القوم في الكوفة أعلنوا غلوهم) فبكى الأمام وخرَّ ساجداً لله وقال (استغفر الله بل عبدٌ داخرٌ لله) قال فقلت له وما عليك مما يقولون فقال (عليه السلام) لو ان المسيح سكت عما يقولون لكان حقاً على الله ان يصم سمعه ويعمي بصره ولو اني سكت عما قاله هؤلاء فيَّ لكان حقاً على الله ان يصم سمعي ويعمي بصري )) . انظروا الى هذا الامام الجليل يخاف من الله تعالى ان يصم سمعه ويعمي بصره اذا سكت عما قاله المغالون فيه فهل يمكن لمن يتبع نهج الائمة ان يسكت عما يقوله المنحرفون .
المكتب الاعلامي
لجامعة مدينة العلم للإمام الخالصي الكبير (قدس) في الكاظمية المقدسة
15 صفر 1429هـ الموافق 22 شباط 2008م